يتميز حليب الأم بخواص عديدة أكثر من أن تحصى، وكلما تطور العلم أكثر كلما ظهرت أسرارٌ واكتشافات جديدة تبين مدى تفوق حليب الأم وتميزه، وهو ما بينه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) منذ ما يقرب من ألف وأربعمائة عام حين قال: (ليس للصبي خيرٌ من لبن امه) والرضاعة الطبيعية هي عملية تعذية المولود بالحليب الذي ينتجه ثدي الانثى بالمص, وهي عملية فطرية مشتركة بين الاٍنسان وباقي الثدييات وتستمر هذه العملية من الولادة وحتى الفطام. يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية المختلفة بنسبٍ وكميات متوازنة ومتناسبة مع عمر المولود. فتركيب حليب الطفل المولود قبل أوانه يختلف عن تركيب حليب الطفل المولود في أوانه، ونوعية الحليب في بداية عملية الإرضاع غيرها في ختامها. من هنا نفهم أن تكوين الحليب يتغيّر بتغيّر حاجات الطفل الغذائية وما من حليب لديه هذا الامتياز وهذه القدرة على التكيّف مع حاجات الرضيع إلا حليب الأم... فسبحان الله على حلمه بعد علمه ويتكون حليب الام اساسا من 87.5 % من الماء 7 % من السكرياتا 4 % من الدهنيات 1 % من البروتينات 0.5 % من المغديات الدقيقة (أملاح، فيتامينات...) يتغير حليب الأم على حسب حاجيات الرضيع ويلاحظ ذلك خصوصا في التحول من اللبأ إلى الحليب العادي خلال ثلاث أسابيع. يحتوي حليب الأم على مكونات لا تختلف باختلاف المناطق عبر العام لكن يبقى هناك تأثير لنمط الحياة ونوع الغدء. فوائد الرضاعة الطبيعية تجنب الرضاعة الطبيعية الأطفال كل من داء الربو، الأكزيما التأبتية، الاٍصابة بحساسية الأنف تخفيض نسبة الأصابة بالسرطان عند الأطفال والبالغين الذين استفادو من رضاعة طبيعية. من داء الربو، الأكزيما التأبتية، الاٍصابة بحساسية الأنف الاسهال نظرا لاحتواء حليب الام على اللاكتوفرين الذي يمنع نمو و تكاثر جرثومة الاشيرشياكولي في الامعاء إذ أن هذه الجرثومة هي المسبب الأول للإسهال لدى الأطفال الرضّع الاصابة بالامراض التنفسية والمعدية الاصابة بامراض السمنة والسكري وامراض القلب والشرايين في مراحل لاحقة من حياتهم كما ان حليب الام عني بالفيتامينات والمعادن الاساسية بما فيها فيتامين (c) كما يحتوي على مقادير كافية من الحديد و على العديد من الهرمونات والعوامل المحفّزة للنوم (GROWTH FACTORS) كالأنسولين والكالسيتونين بمقادير مكثفة تفوق تلك الموجودة في دم الأم حتى، وهذه واحدة من آيات الله الكثيرة، إذ إن الطفل يحتاج إلى هذه العناصر كي ينمو بشكل طبيعي أما عند الأم فيؤدي الاٍرضاع الطبيعي إلى: اٍستمرارية اٍفراز هرمونات الحمل رفع نسبة اكسيتوسين الذي يؤدي الى تقلص الرحم بعد الولادة ويخفض من نزف بعد الولادة افراز البرلاكتين الذي يعمل على اٍدرار الحليب له تأثير منوم على الأم والرضيع . يساعد الأم على اٍستعادة وزن ماقبل الحمل وذلك باستهلاك مخزون الغداء لديها. يؤخر عودة العادة الشهرية التي تعود عادتا 3 أشهر بعد الولادة في حال عدم الاٍرضاع. تخفيض نسبة الاصابة بالسرطان تمنح عملية الإرضاع الأم والطفل فرصة للتلاقي والتماس العاطفي رغم كل المعوقات من عملٍ وغيره، وهذه هبة عظيمة من الخالق جل وعلا، إذا أحصينا الوقت الذي تمضيه الأم مع وليدها بعيداً عن مشاغل الحياة الكثيرة، والذي هو لازم وضروري لأجل نموٍ نفسي سليم للطفل بعيداً عن المشاكل النفسية المعقّدة والكثيرة في أيامنا هذه. فالطفل يحتاج إلى أربعة عناصر مهمة من أجل نمو نفسي وجسدي سليم، وهنا لا بد من التذكير أن الكثير من الأمراض الجسدية تعود عللها إلى النفس في الدرجة أولى. هذه العناصر هي اللمس، الضم، التقبيل والحمل وهذه جميعها متوفرة وإلى أقصى حدٍ، في ثناء الرضاعة. والأهم من ذلك كله هو تمتين الروابط العاطفية بين الأم ووليدها، والذي يبلغ أقصى مداه في أثناء الرضاعة حيث تشعر الأم والطفل بالاكتفاء العاطفي، كما تشعر الأم بأهمية وجودها في حياة طفلها.